|
الأمين العام لاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب السيد رجب معتوق يكتب
وكالة أنباء العمال العرب إخوتنا في قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل ، صدعوا رؤوسنا في ما مضي من سنوات بالحديث عن التعددية النقابية ، وزودوا علينا فيها بما كتب الله ، ولم يوفروا وقتا لإقناعنا بأهمية هذا الاكتشاف ، وانتقدونا كثيرا لأننا كنا نقفل الأبواب أمام
التعددية على حد زعمهم ، ووجهوا لنا الاتهامات لأننا كنا نحتظن فيما أدعوه بنقابات السلطة ، ولا نسمح لما أسموه هم بالنقابات المستقلة عن السلطة ، ووصل بهم الأمر إلى أن قدموا ضدنا التقارير الكيدية لمنظمة العمل الدولية ، وللاتحاد الدولي للنقابات ، ما قصروا فيها بشي . واخذوا على عاتقهم دعم بعض النقابات المستقلة في مصر وليبيا ، وغيرهما ، وسوقوها دوليا ، وقدموها على انها من إنجازاتهم ، ووفروا لها الدعم المعنوي والمادي ، ووضعوا أنفسهم مستشارين لها . بل وزادوا عن ذلك بان تولوا الدعوة والعمل على تأسيس منظمة نقابية عربية أخري في إطار احترامهم للتعددية ، وحصلوا على قرار تأسيسها بكل فخر من بروكسل في شهر أكتوبر الماضي
فيما مضي من السنوات والشئ بالشئ يذكر ، كانوا أكثر المتحمسين لانضمام النقابات المغربية غير الاتحاد المغربي للشغل للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، وبذلوا جهودا مضنية في ذلك ، بينما كان الاتحاد المغربي للشغل رافضا شرسا لدخول هذه المنظمات لصفوف الاتحاد ، وكان يكيل لها الاتهامات يمنة ويسرا ، ولا يقبل مجرد اللقاء بها . وكان يخاصم كل من يدعو لذلك
اليوم، وقد صارت التعددية أمرا واقعا بتونس ، حيث انتصرت الثورة التونسية في صفوف العمال ، وقرروا إنهاء احتكار وسيطرة بعض القوي وبعض الأفراد على الساحة النقابية ، وقررت قوي عمالية غيرهم تأسيس نقابات " مستقلة " عنهم . وبدأنا نحن نقتنع رويدا رويدا بطروحاتهم السابقة ، وانقلب السحر على الساحر ، استداروا دورة كاملة ، وتنكروا لكل ما كانوا يسوقون ويروجون له . أعلنوا الحرب على الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين ، رغم انه أصبح الأكثر تمثيلا للعمال البحارنة الآن ، وبدءوا يكيلون الاتهامات لكل من أسس تنظيما نقابيا في تونس ، وعادوا لفتح ملفات قديمة لم تعد تقنع احد لأنها كانت من صناعتهم ، وأصبحوا يصفون النقابات المستقلة في بلدهم ب " الدكاكين " وهو نفس الوصف الذي كانوا يستهزئون ويسخرونا بمن يردده فيما سبق . اليوم فقط في نظرهم أصبحت التعددية شرا مستطيرا ، لأنها وصلت باب دارهم ، ولكنها ليست كذلك في ديار الآخرين
إذن القصة ليست قصة مبدأ ، ولا هو نضال من اجل حق من الحقوق كما كانوا يدعون ، ولكن وراء الأكمة ما وراءها ، إنها قصة لها أهداف وغايات أخري ، أكيد الأيام ، والخيرين ، والشرفاء من أبناء الوسط النقابي ، كفيلين بكشفها وتعريتها
12/04/2014 09h:00 |