بيــــان غُـــرّةُ مــــــاي 2016

يحيي اليوم. عمّال تونس مثل بقية عمال العالم اليوم العالمي للشغل تخليدا لذكرى التضحيات الجسام التي قدّمها عمّال مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية يوم غرّة ماي من سنة 1886 مطالبين بتحسين ظروف عملهم وتقليص ساعاته وقدموا يومها العديد من الضحايا والجرحى وفتحوا بذلك عهدا جديدا من التآزر والتضامن. أما نحن في - اتحاد عمال تونس- فيأتي تخليدنا لهذه الذكرى ونحن في ظروف تتسم بدرجة كبيرة من الحيف والظلم والتهميش ، خنقت الفرحةُ عند منظورينا ، فكيف نحتفلُ وحقوقنا مغتصبةّ، كيف نفرح وأحاسيسنا بالظلم ملتهبة؟ . ظلم وغبن حوّل الفرحة الى غضب. أيتها الأخوات، أيها الإخوة، إننا في اتحاد عمال تونس إذ ندين حجم الخرق الواضح للدستور ونستنكر الإستهتار بالمواثيق الدولية وعدم تطبيق القانون ونأسف للفشل الذريع في تسيير الأمور . فإننا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة نقدر كامل المسؤولية الملقاة على عاتقنا من أجل العمل على بناء أسس النضال الذي يؤمّنُ دفاعنا عن مكتسباتنا وانتزاع حقوقنا ولن تحدّ الأصوات الناعقة من عزائمنا. ندين سياسة الحكومة ومواقفها من منظمتنا والتي هي امتداد لسياسة الحكومات السابقة التي عمدت ولا تزال تمعن في تعطيل مشروعنا النقابي النزيه وندعوها فورا إلى الكفّ عن انتهاج أسلوب الإقصاء ، والتوقف عن سياسة الكيل بالمكيالين والى تفعيل التعددية النقابية والعمل على تبديد مخاوف الطبقة الشغيلة وعدم احتكار الحق النقابي على منظمة واحدة لأنّ الانتماء لا تحدده الحكومات، حتى لا تجعل هيبة الدولة على المحكّ. نحذّر من التهاون في محاولة اغتصاب حقوقنا وتمييع مطالبنا ونؤكّد أنّ مواقف الحكومة وتخاذلها جريمة في حق منظمتنا وندعوها إلى إعادة النظر وتغيير عقيدتها وتفعيل التعددية النقابية باعتبارهـــا حقـــا ومكسبـــا لا حياد عنه حتى تكــــون مؤهّلةّ لتحمّـــل المسؤولية باعتبارها أمانة. أيّتها الأخوات، أيها الأخوة، نحيي اليوم الذكرى الخامسة لتأسيس اتحاد عمال تونس – سنوات خمس تعرضنا فيها لحملات عناف وإقصاء ممنهج وظلم متعمد ونحن في دولة القانون والمؤسسات حكومتها لم تحترم حتى قرارات المحكمة الإدارية ولكنه زمن تغتصب فيه الحقوق. خمس سنوات صبرنا فيها على الوعود الزائفة صرّحت بها الحكومات المتعاقبة وتحمّل فيها منظورينا أشدّ أنواع الظلم والإقصاء ولكنّ انضباطهم وعدم انزلاقهم أمام الاستفزاز والحيف دلّ على وعي كبير وشعور بالمسؤولية رفيع والتفاف صادق حول القيادة إيمانا منهم بالمبادئ والقيم النقابية النبيلة التي تدعو إلى المحافظة على استقرار المؤسسة ونجاحها وتطوير منتوجها ونقف دائما ضدّ تعطيل العمل مهما كان نوعه ومأتاه حفاظا على اقتصادنا الوطني لما فيه خير العباد والبلاد. أيتها الأخوات، أيها الأخوة، إن غرة ماي – عيد العمال العالمي – فرصة لمزيد التآلف والتضامن لمواجهة الظلم والتعدّي على الحقوق المشروعة، فرصة نهنئ فيها أحرار العالم. أما نحن فآلينا على أنفسنا ألاّ نحتفل إلاّ بعد انتزاع حقوقنا ونيل مستحقاتنا كبقية المنظمات الأخرى احتراما للدستور وتطبيقا للقانون والتزاما بأحكام المحكمة الإدارية وتجسيما للنظام الديمقراطي الذي يجب أن يقوم على أساس التعددية السياسية والنقابية . أيتها الأخوات، أيها الأخوة، يحق لأبناء اتحاد عمال تونس أن يحتفلوا بمنظمتهم الرائدة في ذكراها الخامسة وقد كان لهم فضل الريادة في ظهور التعددية النقابية، كما يحق لهم ان يحتفلوا بقدرتهم على حمايتها من خطر الظلم والتهميش والدسائس التي ما زالت تُحاك ضدها، وذلك بفضل حكمتهم وتجربتهم ونتيجة صبرهم و يقضتهم. إننا على يقين أن هناك الكثير من الذين راهنوا على فشل منظمتنا، راهنوا على إحباط منظورينا، راهنوا على بث روح اليأس والقنوط عندهم وتجنّدوا لتشويه اتحادنا وتعطيل مساره. اليوم يحقُّ لنا أن نعلن للعالم أنه رغم كل ما حصل ورغم كل المظالم التي لحقت بنا فإننا نجحنا في تأطير منخرطينا وما صمودنا إلا دليل نجاحنا ولكن تبقى في القلب حرقة وفي الحلق غصّة ما دامت تونس ليست للجميع. ورغم أننا ما زلنا ندافع عن حقوقنا مؤمنين بقرب تحقيقها فإننا نؤكد أننا متمسكون بالدفاع عن القضية الفلسطينية ومستعدون مع شرفاء العالم للعمل من أجل تحريرها من غطرسة الكيان الصهيوني المدعوم من الإمبريالية العالمية والرجعية العربية. عاشت الطبقة العاملة عاش اتحاد عمال تونس حرا مناضلا مستقلا. عـــن المكتــــب التنفيــــذي الأمين العام إسماعيل السحباني
اخر تحديث 29/04/2016 09:50